
بقلم أوليفير كاي (تاريخ النشر: 1 مايو 2020)
انطفأت الأنوار في جميع أنحاء أوروبا. بعد بلجيكا وهولندا، حان دور فرنسا للإعلان عن أنها لن تستأنف موسمها الكروي بناءً على إصرار من الحكومة.
كان من المتوقع أن يحدث هذا منذ أن أخبر رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب البرلمان يوم الثلاثاء أن “الأحداث الرياضية الكبرى لا يمكن إقامتها قبل سبتمبر” بسبب المخاوف المستمرة بشأن وباء فيروس كورونا. ثم تُرك الأمر لرابطة الدوري الفرنسي لمحاولة ربط العديد من الأطراف المرتخية مثل: الفائز باللقب والتأهل للبطولات الأوروبية والهبوط والصعود.
في الساعة 5.38 مساءً بالتوقيت المحلي يوم الخميس، أعلنت رابطة الدوري الفرنسي أن باريس سان جيرمان أصبح بطل الدوري للمرة التاسعة في تاريخه. استغرق الأمر 11 دقيقة أخرى للفريق المختص بوسائل التواصل الاجتماعي في باريس سان جيرمان لنشر تغريدة تشير إلى أنهم أصبحوا أبطال الدوري للمرة التاسعة “CHAMPI9NS”. وأعقب ذلك بيان قصير من رئيس مجلس الإدارة ناصر الخليفي، يكرّس النجاح للعاملين في مجال الرعاية الصحية والأبطال اليوميين الذين يساعدون فرنسا في هذه الأزمة. بعد ذلك بساعتين، انضم نجمهم الشاب كيليان مبابي إلى نفس الطريق، وتلاه القائد تياغو سيلفا في الساعة 11.05 مساءًا برسالة: “بعيدين عن الأنظار، قريبين من القلب. شكرًا لكم جميعًا.”
إذا كان يبدو أنها طريقة غير مرضية للفوز بلقب الدوري — وربما كان من الخطأ أن تبدو الطريقة أكثر انتصارًا من ذلك نظرًا للمزاج المحلي والعالمي — فيجب أن تكون طريقة محزنة لفقدان اللقب. مارسيليا كان متأخرًا بفارق 12 نقطة عن الصدارة بعد فوزه في مباراة واحدة فقط من مبارياته الأربع الماضية على ملعبه، لكن هذا لا يعني أنهم كانوا بصدد تهنئة أشد منافسيهم على الفوز باللقب. حتى وقت كتابة هذه المقالة، بعد مرور أكثر من 24 ساعة على صدور القرار، لم يعترف مارسيليا حتى الآن بحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي أن الموسم قد انتهى.
وبالنظر إلى فارق صدارتهم، فإن إعلان باريس سان جيرمان كأبطال الدوري كان الجزء السهل. كان الأمر الأكثر إثارة للجدل هو قرار هبوط فريقين من الدوري الفرنسي. بالكاد تمكّن تولوز من الوقوف على قدميه، بعد أن حقق 13 نقطة فقط من 28 مباراة، لكن القصة كانت مختلفة بالنسبة لأميان، الذي وعد رئيسه برنار جوانين بالاستمرار “حتى النهاية” في محاولة للطعن في القرار. وقال: “كانت هناك 30 نقطة متبقية على أرض الملعب، وكنا على بُعد أربع نقاط من نيمز. كانت كرة القدم تفتقر إلى الإنسانية في هذا القرار.”
وكان أكثر ما هو غير إنساني في نظر الكثيرين، هو القرار المختلف للغاية الذي اتخذه اتحاد كرة القدم الهولندي KNVB، الهيئة المنظمة لشئون كرة القدم الهولندية، لإلغاء موسم الدوري الهولندي الممتاز Eredivisie بعد تصويت غير حاسم لأندية الدرجة الأولى والثانية. وهذا يعني عدم وجود فائز باللقب (قرار منطقي بالنظر إلى أن أياكس وألكمار كانا متساويين في النقاط)، والأكثر إثارة للجدل أنه لا يوجد هبوط أو صعود إلى الدوري الهولندي الممتاز. نادي كامبور SC Cambuur، الذي كان في صدارة دوري الدرجة الثانية الهولندي Eerste Divisie، بفارق 11 نقطة عن المركز الثالث، يفكر على نحو مفهوم تمامًا في الطعن القانوني.
اتخذت هاتان البطولتان المختلفتان طريقتان مختلفتان للغاية لمحاولة حل العديد من المشاكل المتعلقة بكرة القدم الناجمة عن وباء فيروس كورونا… وفي نهاية المطاف، هذا تذكير بأنه من المؤكد أنك ستسبّب الانقسام والضغينة بغض النظر عن كيفية القيام بذلك.
وإذا كنت تعتقد أن الأمور أخذت منحنى قذر في فرنسا — حيث كانت هناك بالفعل أحكام سارية في حالة إنهاء الموسم الحالي وحيث قُدرت تكلفة الهبوط بـ 20 مليون جنيه إسترليني، حتى مع الزيادة الضخمة في اتفاقية حقوق البث المقرر أن تبدأ في الموسم المقبل — فقط حاول أن تتخيل نفس السيناريو في الدوري الإنجليزي الممتاز. حتى مع الحصول على المبالغ المظلّية parachute payments (سلسلة من الدفعات موزّعة على مدى أربع سنوات يمنحها الدوري الإنجليزي الممتاز لمساعدة الأندية الهابطة على استيعاب الخسائر الهائلة في الإيرادات المصاحبة للهبوط) لتخفيف حدة الهبوط إلى بطولة التشامبيونشيب، سيشهد النادي انخفاض في إيرادات حقوق البث التلفزيوني من ما لا يقل عن 95 مليون جنيه إسترليني إلى حوالي 42 مليون جنيه إسترليني في الموسم الأول بعد الهبوط.
في صباح يوم الجمعة، عقد المسؤولين التنفيذيين من 20 ناديًا من الدوري الإنجليزي الممتاز أحدث اجتماع في سلسلة من الاجتماعات المرئية. ودارت المناقشات في هذا الاجتماع، الذي استمر لمدة ثلاث ساعات ونصف، حول نفس الأفكار السابقة قبل أن يصلون إلى نفس النتيجة من خلال إصدار بيان يعبر عن الالتزام المستمر بمحاولة إنهاء الموسم “عندما يكون الوضع آمنًا ومناسبًا للقيام بذلك”.
بالتأكيد هذا هو الموقف الصحيح. كما هو موثّق، فإن هناك ما لا يقل عن 762 مليون سبب لهذه الرغبة اليائسة لإكمال موسم الدوري الإنجليزي الممتاز. هناك أيضًا، في تناقض صارخ مع بلجيكا وفرنسا وهولندا، دعم حكومي كبير لما تم وصفه بـ”مشروع استئناف النشاط – Project Restart”. كما هو الحال في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، يأمل المسؤولين في إيجاد طريقة لإستكمال المباريات، حتى لو كان ذلك يعني لعب مباريات بدون جماهير في ملاعب محايدة وفي بيئة معقمّة على بُعد مليون ميل من الضجيج والحماس التي عادة ما توّلدها مباريات كرة القدم عالية المستوى.
هناك أسئلة مشروعة يمكن طرحها حول التطبيق العملي وأخلاقيات “مشروع استئناف النشاط”. هل صحة وسلامة اللاعبين والموظفين مضمونة؟ إذا كان سيتم اختبار ما لا يقل عن 25 لاعبًا و 25 شخصًا من الموظفين الرئيسيين في كل ناد مرتين في الأسبوع، فهل يؤثر ذلك على شروط الاختبار في مكان آخر؟ هل سيضع ضغطًا لا مبرر له على خدمات الطوارئ؟ إذا كان يجب نقل المصابين إلى أماكن العزل، كما هو مقترح، فهل من الصحيح أخلاقيًا نقلهم بعيدًا عن أسرهم لفترة طويلة؟ هل يصح الذهاب إلى هذا الحد من أجل لعب مباريات كرة القدم إذا كانت آثار الفيروس، كما يُخشى، لا تزال تؤثر على العديد من الأرواح؟
تم تداول هذه الأسئلة — وغيرها من الأسئلة العملية الأخرى، مثل ما إذا كان من الإنصاف اللعب في ملاعب محايدة وكيفية التعامل مع القضية المعقدة للاعبين الذين تنتهي عقودهم في نهاية يونيو — دون انقطاع في تلك الاجتماعات المرئية. ولا يبدو من قبيل المصادفة أن هذه الاعتراضات على القضايا المتعلقة بالعقود و “نزاهة” الملاعب المحايدة يتم إثارتها بقوة وباستمرار من قِبل المسؤولين التنفيذيين لبعض الأندية ضمن أسفل ترتيب الدوري، ويساورهم اليأس لتجنّب خطر الهبوط والعواقب المالية التي قد تترتب على ذلك. ربما كان هذا أمرًا حتميًا عندما سمحت كرة القدم الإنجليزية لنفسها بتبنّي نموذج مالي حيث تكون مكافآت الصعود وتكاليف الهبوط مرتفعة جدًا بشكل جنوني ومدمّر.
ولكن فوق ذلك كله، هناك إجماع على أن المباريات يجب أن تستمر إذا كانت هناك إمكانية للقيام بذلك بأمان. نعم، إنها مجرد لعبة — وهي حقيقة سيتم التشديد عليها بشكل مؤلم للغاية ، كما هو محتمل ، الأشخاص الوحيدون الحاضرون هم من الموظفين الأساسيين ، الذين ستتردد أصواتهم في أماكن أخرى فارغة — ولكن كرة القدم الإنجليزية أصبحت أيضًا صناعة متعددة المليارات، حيث هناك العديد من الوظائف على المحك. خيار إلغاء الموسم، مما يؤدي إلى خسائر فادحة في إيرادات البث التلفزيوني وعائدات أيام المباريات على جميع مستويات اللعبة، يعتبر خيارًا نوويًا. ستكافح بعض الأندية على تحمّل هذه الضربة الموجعة.
السؤال الأهم هو مقدار الوقت الذي يجب أن يُمنح للتنفيذ. تشعر بعض الأندية أنه إذا كان “مشروع استئناف النشاط” لا يمكن أن يبدأ بحلول منتصف يونيو، بهدف استكماله في غضون خمسة أسابيع، فمن الأفضل التخلّي عن كل شيء والتركيز على الموسم المقبل. يكتسب هذا الموقف الدعم بمرور الوقت وتصبح حالة عدم اليقين أكثر إرباكًا، خاصة إذا كان هناك المزيد من حالات تفشّي المرض في ميادين التدريب عندما يحين وقت الانطلاق.
على الرغم من جميع الضغوط المختلفة، لا يزال هناك سؤال واحد: كيف يمكن أن يكون من المنطقي إعطاء الأولوية للموسم المقبل، والذي يمكن أن يتعطّل بمنتهى السهولة بسبب موجات جديدة من الفيروس، على الموسم الحالي الذي أنهينا بالفعل ثلاثة أرباعه؟
هناك قضايا يجب حلها. لا، إنها ليست قضايا حياة أو موت، لكنها ضرورية بالنسبة للنزاهة ومبدأ الرياضة برمّتها في المستقبل. لا يمكنك أن تخبر ليفربول، بعد فوزه في 27 مباراة، والتعادل في مباراة واحدة والخسارة في واحدة من مبارياته الـ 29 حتى الآن، أن التحدي المتمثّل في الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز قد ذهب إدراج الرياح. لا يمكنك أن تخبر ليدز يونايتد وويست بروميتش ألبيون، اللذين قضيا بطولة التشامبيونشيب بأكملها تقريبًا ضمن المراكز الاثنين الأوائل، أن المباريات الـ 37 الماضية كانت هباءً منثورًا. لا يمكنك أن تخبر الأندية التي تقترب من صدارة بطولاتها مثل كوفنتري سيتي وروثرهام يونايتد وكرو ألكسندرا وبارو وغيرهم أن الموسم “لاغيًا وباطلًا” بينما لا يزال هناك مجال لاستئناف المسابقة. وبالمثل، لا يمكنك تبرير هبوط نوريتش سيتي لمجرد أنهم في أسفل ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز مع وجود تسع مباريات متبقية.
بطريقة أو بأخرى، أفهم أن هناك غرضًا معينًا عندما يصبح من غير المنطقي استئناف الموسم الذي كان يجب إيقافه في مثل هذه الظروف غير المسبوقة. لكن هذا الموسم بالذات أنهينا ثلاثة أرباعه. لقد تجاوز هذا الموسم نقطة اللاعودة، ولكنه ليس قريبًا جدًا من الاكتمال لدرجة أن فارق الست نقاط عن النجاة من الهبوط، كما في حالة نورويتش، يجب اعتباره بأنه لا يمكن تعويضه. إذا كان الأمر يستغرق أربعة أسابيع لإكمال مباريات الدوري المتبقية، فليكن كذلك، سواء حدث ذلك في يونيو المقبل، كما هو مأمول، أو في وقت لاحق: يوليو، أغسطس، سبتمبر، أكتوبر… ليست هناك حاجة للحديث عن المهل الزمنية قصيرة الأجل.
إنهاء هذا الموسم لن يكون له أي معنى في هذه المرحلة، حتى لو تم تقديم ضمانات بأن الفترة القادمة ستكون خالية من الفيروسات. كان يُعتقد لفترة طويلة أن رزنامة كرة القدم أمرًا مقدسًا، لكن هذا الإدّعاء اختفى في اللحظة التي صوّتت فيها اللجنة التنفيذية للفيفا على إقامة كأس العالم في قطر في شتاء عام 2022. إذا كان على الدوري الإنجليزي والدوري الألماني والدوري الإيطالي والدوري الإسباني اللعب خلال الصيف من أجل إيجاد حل، فلا يهم الأمر (شريطة أن يكون حدوث ذلك آمنًا).
إن فكرة إنهاء الموسم بدون جماهير، في ملاعب محايدة فارغة، تبدو بائسة (أيرغب أحدكم بمشاهدة مشجعين عبر تقنية التصوير الحاسوبي CGI وأصوات ضجيج جماهيري؟)، ولكن حتى هذه الفكرة قد تبدو أفضل من التخلي تمامًا عن الموسم الحالي والمشاحنات القانونية التي ستسبّبها حتمًا. وإذا انتهى الموسم مبكرًا، فإن محاولة التوصّل إلى نوع من الحل ستظل أفضل من تقرير أن الموسم “لاغيًا وباطلًا”.
اتبعت الدوريات الفرنسية والهولندية نهجًا مختلفًا تمامًا وتسبّبت في ظلم كبير بطرق مختلفة. وتلك المظالم لا تتعلق بسباق اللقب — لأنه في حين أن إعلان باريس سان جيرمان كبطل بفارق 12 نقطة كان واضحًا نسبيًا، فإن منح أياكس لقب الدوري الهولندي كان من الممكن أن يثير الغضب لأنه كان متساوٍ في النقاط مع ألكمار — بل بقضايا الصعود والهبوط. وبالمثل، فإن منح ليفربول لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، عندما يتصدرون بفارق 25 نقطة وهو أكبر فارق بين متصدر ووصيفه في تاريخ الدوري، لن يشكّل غضبًا. ولكن من ناحية أخرى، فإن إخبارهم بأن المباريات الـ 29 السابقة كانت بلا مقابل يمكن أن يثير الغضب.
في حالة إنهاء الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز، سيكون تحديد البطل هو الجزء السهل. إذا حاولوا تطبيق السابقة الفرنسية من خلال تحديد الترتيب النهائي للدوري على أساس عدد النقاط لكل مباراة، سيهبط أستون فيلا إلى جانب نورويتش، في حين سيصعد ليدز وويست بروميتش. (قررت رابطة الدوري الفرنسي اتخاذ نهج مباشر بصعود فريقين وهبوط فريقين، وتجاهل المركز الثالث من أسفل الجدول الذي سيلعب المباريات الفاصلة التأهيلية. هذا النهج سينقذ بورنموث صاحب المركز الثامن عشر.) إذا تم تطبيق النهج الهولندي، فسيبقى ليدز وويست بروميتش لموسم آخر في بطولة التشامبيونشيب، بينما سيتنفس نورويتش وأستون فيلا وآخرين الصعداء.
لن تكون أي من النتائج عادلة. في نهاية الأسبوع الماضي، اقترح توم وورفيل من صحيفة The Athletic نهجًا بديلًا يمكن من خلاله استخدام نموذج قائم على البيانات لتحديد الشكل الذي قد يبدو عليه جدول الترتيب النهائي استنادًا إلى 10000 محاكاة مختلفة للمباريات المتبقية. استنادًا على نموذج Opta، لا يزال ليفربول يحتل المركز الأول كأبطال للدوري (بفارق 21 نقطة فقط)، ولا يزال نورويتش وأستون فيلا وبورنموث يحتلون المراكز الثلاثة من أسفل جدول الترتيب، وسيشهد التغيير الوحيد الملحوظ انتقال توتنهام من المركز الثامن إلى السادس — بدلًا من الهبوط من المركز الثامن إلى التاسع (خلف آرسنال) استنادًا على نموذج عدد النقاط لكل مباراة. إنها فكرة جميلة، ومؤشر شديد الترحيب للاحتمالات، ولكن ربما يجب عليك محاكاة 10000 مؤتمرات مختلفة عن بُعد لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أن تجد مؤتمرًا حيث يقررون الترتيب النهائي بناءً على نموذج Opta.
رأي شخصي: إذا لم يكن هناك بالفعل حل بديل، يمكنك تحديد نتيجة سباق اللقب أو معركة الصعود بناءً على ترتيب الدوري الحالي — خاصةً عندما تكون النتيجة كما في حالة ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز أو باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي تبدو شكلية. لكن هبوط الفرق؟ يمكنك القيام بذلك عندما تكون المنافسة منطقية، ولكن ليس في الدوري الإنجليزي الممتاز حيث تشعر بمعركة الهبوط كما لو كنت تسقط من حافة الهاوية. إذا كنا نتحدث عن فارق بقدر كبير من النقاط مثل ديربي كاونتي لعام 2008 أو حتى هدرسفيلد تاون لعام 2019 (هبط كلاهما منذ أوائل مارس)، فقد يكون الأمر مختلفًا. لكن الحكم على نورويتش وأستون فيلا وبورنموث بالهبوط والاضطراب المالي سيكون غير عادل تمامًا في هذه المرحلة من الإجراءات.
البديل الأفضل، إذا بدا أنه من المستحيل إنهاء الموسم الحالي، فسيكون صعود ناديين من بطولة التشامبيونشيب — وهذا يعني في الوقت الحالي صعود ليدز وويست بروميتش، مع الاعتذار وتقديم شكل من أشكال التعويضات إلى فولهام وبرينتفورد ونوتنغهام فورست وبريستون نورث إند وربما حتى برمنغهام سيتي المتواجد في المركز السادس عشر لكنه يبعد بفارق تسع نقاط فقط عن المراكز المؤهلة لملحق المباريات الفاصلة — وعدم هبوط فرق أخرى.
يبدو تطبيق فكرة الدوري الإنجليزي الممتاز المكوّن من 22 فريقًا أبعد ما تكون عن المثالية في الوقت الذي يزدحم فيه جدول المباريات بالفعل، ولكن إذا كان ذلك يعني هبوط خمسة فرق الموسم المقبل وإلغاء مباريات الإعادة في كأس الاتحاد الإنجليزي ونصف النهائي من مباراتين في كأس كاراباو وتوقف دولي واحد أو توقفان، يجب أن يكون هناك استعداد لتقديم تنازلات.
ومع ذلك، ستكون هناك فوضة عارمة، وهذا هو بالضبط السبب في أن الدوريات يجب أن تفعل كل ما في وسعها لمحاولة إنهاء مباريات هذا الموسم عندما يكون ذلك آمنًا.
خذ مقدار ما تحتاجه من وقت. إذا كان ذلك يعني الانتظار حتى يُسمح للجماهير بالعودة إلى الملاعب، فهذا أفضل، ولكن حتى الخيار غير الجذّاب باللعب بدون جماهير يعتبر أفضل من الاستسلام الآن. يجب أن تكون فكرة شطب الجولات التسع المتبقّية من المباريات من أجل بدء الموسم المقبل في الوقت المحدد، والتي سيتم إيقافه مرة أخرى بسبب تطبيق الإجراءات الصحية، كافية لتركيز العقول على محاولة إنهاء هذا الموسم.
هذه أوقات استثنائية ومقلقة، ونعم، قد يبدو الأمر سخيفًا بعض الشيء حول الكتابة عن أهمية محاولة لعب كرة القدم مرة أخرى. لكننا نتحدث عن الوضع في غضون خمسة أو ستة أسابيع عندما تأمل الدولة في تدوير عجلة الحياة مرة أخرى. لن تسير الأمور كالمعتاد، ولكن هذا ليس ما تقترحه رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز أيضًا. إنهم يتحدثون عن عودة حذرة إلى العمل ومحاولة لإكمال بعض الأعمال غير المكتملة.
وإذا كان الفوز بلقب الدوري الذي طال انتظاره أو الصعود بدون مشجعين يبدو غير مرضٍ للغاية، فمن الأفضل الفوز به من خلال بيان صحفي إذا كانت تجربة باريس سان جيرمان تشير إلى شيء ما. من الأفضل حل هذه الأمور في ملاعب كرة القدم — حتى في الملاعب الخالية — بدلًا من حلها في قاعات اللجان وقاعات المحاكم.
إنها أبعد ما تكون عن المثالية، ولكن في هذه الظروف الصعبة، يتعلق الأمر حقًا بإيجاد الخيار الأقل ضررًا.